تعاني الكثير من الأسر من عادة نقل الكلام عند الطفل، حيث يقوم الطفل بنقل أخبار الأسرة بعفوية شديدة ودون إدراك، وأحياناً أخرى بشكل مقصود ومتعمد لإحراج أحد الأبوين أو إخوته أو أقاربه، خاصة إذا لم يلبوا له طلباته. وتكشف عادة نقل الكلام عند الطفل عن وجود خلل في نظام تربية الطفل داخل البيت، وأن على الأبوين بث أبسط دعائم التربية وأساليبها المختلفة في نفس الطفل.
في بعض الأحيان يلجأ الأطفال لعادة نقل الكلام دون تفكير في إيقاع الضرر بالغير، أو طلب مصلحة من وراء نقل الكلام، فهو يجد في نفسه تعاطفاً تجاه الشخص الذي ينقل الأخبار إليه، لأن هذا الشخص يحسن معاملته ويبدي تجاهه حنواً واضحاً، أو قد ينقل الطفل الكلام والتصرفات نتيجة عن خلافات أسرية فقد تكون الأم مثلاً تعاني من قهر الأب، فينقل إليها كل التطورات التي يعاصرها حتى تتجنب بطش الأب، وأحياناً أخرى يكون تجسس الطفل مبنياُ على أمر من الأب بقصد تسجيل كل ما تفعله الأم أثناء غيابه وإعادة سرده للأب عند عودته من العمل.
كما تسهم المنظومات الاجتماعية أيضاً في تشكيل وعي وسلوك الطفل، مثل الأصدقاء ووسائل الإعلام، كذلك المدرسة، فهذه المنظومات يكون تأثيرهاً مضاعفاً على الطفل مقارنة بدور الأسرة. فالطفل يتأثر بالبيئة المحيطة به دون أن يتعمد ذلك، فقد يتعلم الطفل عادة نقل الكلام من أصدقاء المدرسة، وكذلك وسائل الإعلام التي تساعد على ترويج النماذج السيئة وترسيخها في ذهن الطفل، بل والأكثر من ذلك أنها تحبب الأطفال في تلك النماذج وتجعلهم فئة ظريفة فيحاول الأطفال تقليدها.
نصائح للتخلص من عادة نقل الكلام عند الطفل:
تعليم الطفل الصراحة منذ الصغر وتعويدهم على قول الصدق الذي يجنب الإنسان الوقوع في كثير من المهالك والمواقف الاجتماعية الحرجة.
فرض رقابة واعية على كل المصادر المؤثرة في تكوين فكر وشخصية الطفل.
تعليم الطفل بأن عادة نقل الكلام من الأمور الغير مرغوب فيها، وأنها تزعج الآخرين وأن هناك أمور أخرى من الممكن أن يقوم بها الطفل لكي يجذب انتباه الآخرين.
توجيه الأم للطفل من خلال توضيح مدى خصوصية ما يدور داخل البيت من أحداث، وإخبار الطفل بأن ما يدور داخل البيت يعد أمر خاص بالبيت فقط، ولا يجب أن يطلع عليه الآخرين سواء كانوا أقارب أو أصدقاء أو جيران؛ وبمرور الوقت سيدرك الطفل خطورة نقل الكلام ولن يفعلها مرة ثانية.
البحث عن أسباب نقل الكلام عند الطفل، فإذا كان الطفل يسعي لنقل الكلام من أجل الحصول على الثناء والانتباه؛ فلابد من منح الطفل مزيد من الثناء والتقدير لذاته ولما يقوم به؛ لكي لا يلجأ لهذا السلوك.
التزام الأبوين بأن يكونا قدوة حسنة بعدم نقل الكلام للغير أمام الطفل لأنه قد يتعمد نقل الكلام من باب التقليد.
تجنب استخدام العنف في معالجة مشكلة نقل الكلام لأن العنف مع الطفل يتسبب في تفاقم المشكلة، مع الحذر من اللوم المستمر والنقد والأوامر.
استحداث طرق جديدة للعقاب، مثل تجنب الحديث مع الطفل لمده معينه وإظهار الاحتجاج على تصرفه.
إشعار الطفل بقيمته داخل الأسرة وبأهميته، وأنه فرد يحمل مسئولية الأسرة ومسئول عما يدور بداخلها.
تنمية مهارات الطفل وقدراته في مجال أكثر نفعاً، بتوجيه طاقاته لتأليف القصص أو ممارسة الرياضة أو غيرهما من الأنشطة التي تملأ وقت فراغه، وتعود عليه بالنفع.
غرس الآداب الدينية والأخلاق الحميدة داخل الطفل مثال " الأمانة، وحب الآخرين، وعدم نقل الكلام وإفشاء الأسرار".